(رضي الله عنه) في ذلك لا ناقة ولا جمل، بل أنه هو نفسه كان مقصوداً (رضي الله عنه) في القتل من قِبل الخوارج، وإن الذي قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما هو شمر بن ذي الجوشن وهو من شيعة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).
هل بمجرد حبنا لمعاوية والترضي عنه وأنه من الصحابة، نكون نواصب، بمعنى أعداء لآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ؟ يقول شيخ الإسلام بن تيمية: " ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويحبون أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويَتَوَلوْنَهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث قال: يوم غدير خم: (أذكركم الله في أهل بيتي)، ويتبرؤون مِنْ طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ وَيَسُبُّونَهُمْ، وَطَرِيقَةِ النَّوَاصِبِ الَّذِينَ يُؤْذُونَ أَهْلَ الْبَيْتِ بِقَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ". "العقيدة الواسطية".
فنحن أهل السُنّة نحب معاوية كما نحب علياً وآل البيت جميعاً وجميع الصحابة ونترضى عليهم جميعاً مع اعترافنا بفضل علي على معاوية رضي الله عنهم جميعاً ولسنا نواصب كما نعتّنا ايها الفاسق الفاجر.
وبقولك: (أنتم نواصب... بتوع معاوية)، فقد أدخلت جميع الأمة (أهل السنة والجماعة) من لدن الصحابة رضي الله عنهم إلى أن تقوم الساعة في (النواصب) أعداء أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجعلتهم مبتدعة ضالين هذا إن لم يكونوا كفاراً عندك.
فبذلك ستتحمل أيها الفاسق المنافق، أوزار الأمة كلها يوم القيامة، وفي الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: (إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ. فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ). رواه أحمد، ومسلم.
ز. يقول هذ الكذاب الاحمق: (كل ما نعانيه الآن من معاوية.. والله العظيم مصيبة هذه الأمة من معاوية).
كيف يكون معاوية (رضي الله عنه) مصيبة هذه الأمة والذي ولّاه على الأردن ثم دمشق بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان، هو عمر بن الخطاب وكفى بعمر فراسة ونجابة فهو ملهم ومُحَدَّث هذه الأمة (رضي الله عنه) ففي الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم)
لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ). رواه البخاري.
وجمع له عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ولاية الشام كلها، فكيف يولي هذان الخليفتان الراشدان المهديان رجل مرتد عن الإسلام، والله سبحانه وتعالى يجري الصواب على لسان عمر (رضي الله عنه) كما اخبر الصادق المصدوق (صلى الله عليه وسلم).
ام كيف يكون سبب المصيبة صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكاتبه وصهره والذي اجمعت الامة على بيعته بما فيهم ال بيت النبي وكبار الصحابة رضوان الله عليهم؟.
ايها الفاسد المنحرف، لو كانت مصيبة هذه الأمة في معاوية ما كان الحسن يتنازل بالخلافة لمعاوية رضي الله عنهم جميعاً.
ان المصيبة في حديث هذا الكذاب الاشر والمنافق الخرف انه يحمل معاوية كل ما حل بالأمة من مصائب نتيجة ابتعادها عن دينها وكل مصائب بلدنا (وليس الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية والصفوية الشعوبية الطائفية التي لا تمت للإسلام بصلة وصنيعتهم من الحكام الخونة والعملاء)، وهذا والله تخريف ما بعده تخريف.
فيا ايها المنافق الخرف: يا من تعودت العيش على موائد سلاطين الدنيا ويامن بعت دينك بدنياهم، هل الأمريكان والصهاينة من أتباع معاوية؟ وهل اللصوص والعملاء الذين ساعدوا المحتل وجاءوا على ظهور دباباته من اتباع معاوية؟ هل من يحكم العراق حاليا من الطائفيين والعنصريين الذين هم السبب في كل المصائب والخراب والدمار والتخلف والفتنة ونهب ثروات البلد وسرقة نفطه نهارا جهارا من اتباع معاوية؟.
على ومعاوية بريئان منك وممن هم على شاكلتك من علماء السوء ومن مداح السلاطين، يا من حسبتم على علماء الأمة ودينها، والدين والامة منكم براء لأنكم سبب نكبتها وخرابها، لقد شوهتم الإسلام الحنيف وحولتموه من دين التسامح والإخاء والعدل والمساواة الى دين العنف والتطرف والإرهاب، وعطلتم الجهاد المفروض بنص كتاب الله تعالى وبصحيح حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بفتاوى باطلة مقبوضة الثمن من مال سحت مغمس بدم الابرياء من ابناء العراق والامة، وسيكون سببا لان تحرقكم نار الله الموقدة في الدنيا قبل الاخرة عاجلا غير اجل ان شاء الله.
ح. ذكر ذلك الاحمق الاخرق ان سيدنا خالد بن الوليد(رضي الله عنه) من الطلقاء ومعلوم ان الطلقاء هم من اسلم من قريش يوم فتح مكة في رمضان السنة الثامنة للهجرة في حين اسلم سيدنا خالد بن الوليد(رضي الله عنه) قبل الفتح وبالتحديد في صفر من نفس السنة اي قبل حوالي سبعة اشهر من الفتح وكان يوم الفتح قائدا لا حدى فرق الجيش الاسلامي الذي فتح مكة (قوات المجنبة اليمنى)، فما اجهل ذلك الاحمق قاتله الله؟.
وقد اورد ذلك الجاهل الاحمق تعريفات وتقسيمات للصحابة الكرام ما انزل الله بها من سلطان وما سبقه بها احد ابدا، كما ذكر عن عدد الصحابة: (هذولا معدودين ما بين أربعمية أو خمسمية واحد) من المهاجرين والانصار والرضوانيين، وقد كذب والله وافترى فأهل بيعة الرضوان من المهاجرين والانصار يربون على ألف وأربعمائة، كما هو معلوم ومؤكد.
ط. وقال ذلك الكذاب الاشر: (أصحاب المئيين بعد المعركة مال حنين، ارتدوا عن الإسلام، معاوية وغير معاوية، ارتدوا، النبي أعطاهم كل واحد مية ناقة ورجعوا للإسلام بالتألف).
ونقول له: اولا (أصحاب المئيين): هذه تسمية من جيبك ومن نسج خيالك المريض وفكرك الفاسد، وتقول انهم (ارتدوا عن الإسلام): هؤلاء جمع من الصحابة ! من هم هؤلاء ؟ سمِّهم لنا، غير معاوية رضي الله عنه الذي ذكرت.
قال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا). متفق عليه.
ولا أراك إلا فاجراً كذّابا ومصيرك النار وبئس القرار.
ان الذي تتكلم عنه ايها الفاجر هو معركة حنين التي ذكرها الله في كتابه الكريم، قال تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) - (التوبة 25 و 26).
حيث قاتل الصحابة الكرام بقيادة الرسول الكريم(صلى الله عليه وسلم)، هوازن وثقيف ومن انضم إليهم من قبائل العرب، فلما التقوا مع بعض المشركين قال بعض المسلمين (لن نُغلَبَ اليوم من قلة، إعجاباً بكثرتهم)، واقتتلوا قتالاً شديداً، فأدرك المسلمين إعجابهم، واعتمادهم على كثرتهم، فانهزموا (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)، تراجع جيش المسلمين وتعداده اثنى عشر الف مقاتل منهم الفان من اهل مكة، وبقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحده وهو ثابت في مركزه لا يتحلحل، ليس معه إلاّ عمه العباس رضي الله تعالى عنه آخذا بلجام بغلته البيضاء المسماة (بالدُلْدُل) وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عمه، وناهيك بهذه الوحدة شهادة صدق على تناهي شجاعته ورباطة جأشه (صلى الله عليه وسلم)، وما هي إلاّ من آيات النبوة، فقال (صلى الله عليه وسلم) للعباس (وكان صيتاً): صيح بالناس، فنادى الأنصار فخذاً فخذاً، ثم نادى: يا أصحاب الشجرة، يا أصحاب البقرة، فكرّوا عنقاً واحداً وهم يقولون: لبيك لبيك، ونزلت الملائكة عليهم البياض على خيول بلق، فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قتال المسلمين فقال: (هذا حين حمي الوطيس)، ثم أخذ كفاً من تراب فرماهم به وقال: (شاهت الوجوه) ثم قال: انهزموا ورب الكعبة فانهزموا، قال العباس: لكأني أنظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يركض خلفهم على بغلته وهو يقول:
(أنا النبي لا كَذِبْ... أنا ابن عبد المطلب).
فاذا كان جيش المسلمين المؤلف من اثني عشر الفا من الصحابة الكرام بما فيهم المهاجرين والانصار قد تراجع في بداية المعركة ولم يثبت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) الا نفر قليل بعدد اصابع اليد، فهل يعني ذلك انهم مرتدون؟ وقد وصفهم تعالى بالمؤمنين: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)، فهل هم مؤمنون بشهادة الله تعالى لهم، ام انهم مرتدون بقول منافق مفتري كذاب ملعون مثلك ؟!.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما)، فما بال من يحكم بردة جميع الصحابة الا نفر قليل، ومعلوم ان الردة خروج من الملة، اما الكفر فربما كفر دون كفر.
اليس ذلك المدعي كافر بنص الحديث الشريف؟.
ي. وقال ذلك الافاك المنحرف: (والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: لعن الله من ناصبكم العداء).
وهذا الحديث مكذوب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وليس له أصل بهذه الصيغة ومن نسج خيال هذا الكذاب.
وبهذا الصدد نذكر بحديثين شريفين: قال (صلى الله عليه وسلم): (لاَ تَكْذِبُوا عَلَىَّ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ). (رواه البخاري)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ). متفق عليه.
فابشر بسقر ايها الكافر الملعون مع فرعون وهامان وقارون.
ك. يقول ذلك الفاسق الفاجر
أن الروافض صاروا روافض بـ "إسماعيل الصفوي"، وصرنا نواصب بـ"معاوية"، و(ما فيش أحد أحسن من أحد)!!.
ونرد على هذا الرافضي المنافق بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي ترويه ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها قالت: (كانت ليلتي وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) عندي فأتته فاطمة فسبقها علي فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): (يا علي أنت وأصحابك في الجنة، إلا أنه ممن يزعم أنه يحبك أقوام يرفضون الإسلام ثم يلفظونه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم لهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون)، قلت: يا رسول الله ما العلامة فيهم ؟ قال: (لا يشهدون جمعة ولا جماعة ويطعنون على السلف الأول). رواه الطبراني في الأوسط.
اما ظهور التشيع فتشير المصادر ان بذوره ظهرت في زمن سيدنا عثمان على يد اليهودي عبدالله بن سبأ الذي اظهر اسلامه واثار الفتنة، اما سيدك اسماعيل الصفوي فقد اسس الدولة الصفوية في ايران عام (905للهجرة)، ولم يكن سيدنا معاوية ولا غيره من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ناصبيا، فكيف تقارن بين صحابي جليل وبين رافضي مرتد من اسيادك وتقول: (ما فيش حد احسن من حد)؟، قاتلك الله واخزاك.
5. المحور الخامس (راي علماء السلف بالكبيسي المنافق وامثاله):
سبق ان ذكرنا جانبا من فضائل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم اجمعين، والان نذكر جانبا من اقوال علماء السلف رحمهم الله في التحذير من سب الصحابة او التجاوز عليهم او الانتقاص منهم، فيا ايها الاحمق الاخرق: استمع الى علماء الأمة ممن لم ولن تبلغ عشر معشار علمهم ومعرفتهم ماذا يقولون في الصحابة رضوان الله عليهم عسى أن يزول الران عن قلبك وتزول الغشاوة عن عينك وتنزع الهوى والهوس والغرور من عقلك.:
قال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندنا حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة)( ).
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام). .
وقال أيضاً: (من شتم أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لا نأمن أن يكون قد مرق من الدين) .
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله: (خصلتان من كانتا فيه نجا: الصدق وحب أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)) .
وقال ميمون بن مهران: قال لي ابن عباس: (يا ميمون لا تسب السلف وادخل الجنة بسلام) .
وقال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله: (لم يؤمن بالرسول من لم يوقر أصحابه ولم يعز أوامره " .
(1) الكفاية فى علم الراوية: 97.
- البداية والنهاية: 8 / 142.
- السنة: للخلال 493.
- السفا: للقاضى عياض 2 / 616.
- أصول اعتقاد أهل السنة: اللالكائى: 7 / 1325.
- الشفا: 2 / 618.