لعبةالمصالحة
ظهر قبل أيام قليلة على شاشات التلفزيون المأجورة لحكومة الاحتلال وزير ما يسمى (وزارة المصالحة الوطنية) ليزعم كذبا أن جيش رجال الطريقة النقشبندية انخرط فيما يسمى (المصالحة الوطنية) وألقى سلاحه، ولسنا هنا لنفند زعمه الخطير هذا، فقد صرح جيش رجال الطريقة النقشبندية على لسان الناطق الرسمي بتكذيب هذا الخبر ونفيه بالكلية، وبينوا أن نهج الجيش الثبات والاستمرار في طريق الجهاد ضد المحتل حتى يتحرر آخر شبر من أرض العراق الحبيب، وأن جيش رجال الطريقة النقشبندية لم يخول من يمثله ليصالح المحتل أو حكومته التي نصبها، ونحن هنا نسلط الضوء على هذا الموضوع من جوانب أخر.
إن رئيس حكومة الاحتلال السادسة وبعد أن ثار عليه الشعب العراقي ينادي بإسقاطه وحكومته الفاسدة وينادي بتحرير العراق وطرد الاحتلال وأذنابه سارع إلى طرح ألعوبة صهيونية الدهاء صفوية الخبث أمريكية الإشراف تتمثل بإمهال وزراء الحكومة مائة يوم لإصلاح وزاراتهم وإنهاء الفساد الإداري والمالي فيها، وانتهت المائة يوم على ركام كبير من الفساد والفضائح والخروقات ومزيد من الطائفية والسرقة لتكون المائة يوم مكملة للثماني سنوات المنصرمة من مآسي الاحتلال وزيادة، وتبين بعد ذلك أن رئيس الحكومة الفاسدة العرجاء طرح لعبة المائة يوم ليخدر الشعب العراقي وليعلم وزراءه كيفية اللعب والكذب عليه، ثم ليكمل المائة يوم بمسرحية لا تنطلي حتى على المجانين يظهر فيها هو ووزراؤه يناقشون منجزات المائة يوم، وإن من يشاهدهم وهو خالي البال ـ أي غير مستحضر للواقع العراقي ـ وهم يناقشون منجزاتهم يجد نفسه في أرقى دول العالم تحضرا ويسمع بمنجزات تكاد تكون معجزات لأنها تحتاج إلى سنوات وقد أنجزها الوزراء في مائة يوم، في حين إذا نظر إلى الواقع العراقي فما له إلا أن يقول: «لك الله يا عراق كيف تحتمل مسيلمة الكذاب بين رافديك»، والمهم هنا من هذه القضية أن وزير ما يسمى (وزارة المصالحة الوطنية) أراد أن يستعرض منجزاته (ألاعيبه) في المائة يوم فزعم أن جيش رجال الطريقة النقشبندية قد دخل في المصالحة، وقد فات هذا الكذابَ أن جيش رجال الطريقة النقشبندية عاهدوا الله على الاستمرار في طريق الجهاد حتى النصر المؤزر بخروج الاحتلال من العراق هو وأذنابه، ونسي وهو يروج لأكاذيبه في يوم الخميس 9 حزيران أن جيش رجال الطريقة النقشبندية قد أثبتوا كذبه في الجمعة التي قبله بستة أيام بإصدارهم الجهادي المائة والتاسع والثلاثين، وقضوا على زعمه بعد يوم واحد في الجمعة التي تلت تصريحه بإصدارهم المائة والأربعين، (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18))«الأنبياء: ١٨»،وحقاً إن هذا المخادع وسادته ينطبق عليهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»))، «رواه البخاري».
ولا يفوتنا أن نؤصِّل هذه المسألة ونذكِّر شعبنا بأن المحتلين لهم اليد الطولى في كل ألاعيب الحكومة التي نصبوها بما فيها هذا الزعم الخطير، والسبب في ذلك تبرير وتسهيل عملية انسحابهم (هزيمتهم) والتي لم يبق لها إلا أيام معدودات، وتلويث السمعة البيضاء النقية لهذا الجيش الذي أذاقهم السم الزعاف على مدى احتلالهم.
ومن الجدير بالذكر أن حكومة فيها (وزارة مصالحة) لدليل أوضح من الشمس في رابعة النهار على أنها حكومة طائفية وتعتمد التفريق بين أبناء الشعب، فمتى عرف الشعب العراقي الصراع والخلاف والفرقة حتى يحتاج إلى مصالحة؟؟، وهل وصلت الفرقة بين أبناء الشعب العراقي إلى حد تؤسس فيه وزارة ومؤسسات للمصالحة؟؟، في حين لم نسمع في أي دولة من دول العالم أسست وزارة للمصالحة إلا العراق المحتل، إنها لمهزلة ستبقى شاهدا تاريخيا على تخبط الاحتلال وأذنابه وسعيهم في تفريق شعبنا الواحد، وإن شعبنا العراقي لم يختلف ولم يفترق ولن يكون ذلك.
وعودا على بدء: فجيش رجال الطريقة النقشبندية صامد ثابت تحت راية القيادة العليا للجهاد والتحرير على الجهاد حتى خروج آخر علج من علوج الاحتلال، وهم من الشعب والشعب منهم يد واحدة وقلب واحد، ولم يختلفوا مع الشعب العراقي بل ولا حتى مع فرد من أفراده حتى يحتاجوا للمصالحة، وإن وزارة المصالحة يمكن أن ينتفع منها السياسيون أذناب المحتل وعملاؤه الذين جاؤوا في غبار دباباته، يستفيدون منها ليتصالحوا ويتقاسموا أموال الشعب العراقي التي سرقوها على مرأى ومسمع العالم كله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا كثيرا.
المصدر
(مجلة النقشبندية العدد الرابع والخمسون)