صوت المقاومة صقر كام يتحرك
* : عدد الرسائل : 50 العمر : 24 العمل/الترفيه : كاسب المزاج : رائع البلد : تاريخ التسجيل : 20/07/2011
| موضوع: الإسلام والعربية الجمعة يوليو 22, 2011 1:59 pm | |
| الإسلام والعربية الحلقة السادسة عشرة من خصائص الاسلوب القرآني الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آل بيته أئمة المسلمين وصحابته المجاهدين الصابرين ورضي الله عن التابعين وتابعي التابعين وعن كل من سار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين. وفرت اللغة العربية بما تحمله من مزايا كثيرة وفريدة للأسلوب القرآني خصائص عظيمة لم تتوفر لكتاب غيره لذلك كان القرآن الكريم معجزا لسائر البشر، وخالدا مدى الدهر، وصالحا للتطبيق في كل زمان ومكان ومن تلك الخصائص: أـ قلة الالفاظ مع استيفاء المعنى بالكامل: وهذا ماليس في طاقة البشر فإن الكاتب اذا اقتصد في الألفاظ ـ اي: قلل منهاـ لابد وان يقصر في استيفاء المعنى وبيانه بصورة تفصيلية ودقيقة، واذا اراد الوفاء بحق المعنى كان لابد له من اعطاء الكلام حقه وتحليل عناصره وضرب الامثلة لتوضيحه وهذا مالايتم الا بإطالة الكلام. ولكن القرآن جمع بين هاتين الخاصيتين فاذا قرأت فيه وجدت البيان شافيا وافيا دون اسراف في استخدام الألفاظ. ب ـ كون الخطاب صالحا للعامة والخاصة معا: ان اي كاتب او خطيب اذا اراد ان يخاطب العامة من الناس لابد وان ينزل الى مستواهم اللغوي والعقلي والثقافي فيوضح ويبسط مايكاد ان يكون معروفا لهم فضلا عن ما هو معروف بالنسبة للخاصة وهذا هو الاسلوب الذي يقتضيه المقام اما اذا خاطب الخاصة فعليه ان يرتفع الى مستوياتهم اللغوية والعقلية والثقافية ولو اراد مخاطبتهم جميعا باسلوب واحد لحدث الخلل وبان التقصير، اما القرآن الكريم فهو يلقي بالاية الكريمة الى العلماء والجهلاء والاذكياء والاغبياء فيفهم كل فرد منهم مراد الله تعالى بحسب طاقته وخلفيته الثقافية الدينية ويتأثر الجميع باسلوبه المتميز وسلطانه المسيطر على القلوب كلها. جـ ـ المتعة الادبية والحجة العقلية: ان الانسان يتأثر باسلوب الادباء والشعراء لانهم يخاطبون العاطفة والوجدان وهذه هي طريقتهم في المخاطبة، اما الحكماء والعلماء فهم يخاطبون العقل، والفكر فيقتنع الناس بكلامهم فلا تجد شاعرا يخاطب العقل ولاحكيما يخاطب الوجدان لذلك يغلب على كتب الحكماء ايراد الادلة والحجج والبراهين فيكون اسلوبها جافا، ويغلب على كتب الادباء تحريك العواطف الانسانية واستمالة الانسان من خلالها الى مايراد منه. وقد انفرد القرآن الكريم فجمع بين اقناع العقل وامتاع العاطفة. دـ بيان المراد كاملا مع إجمال القول: وهذا كالجمع لما لايجتمع اذ ان الاجمال يؤدي الى الابهام والإلباس، وتوضيح المراد وتخصيصه يمنع من تجدد المعاني وورود التأويلات ولكنك لو قرأت القرآن الكريم لحسبت انك قد احطت بمراميه لانه في غاية الاحكام مع خلوه من الغريب ولكنك لوقرأته ثانية لاستخرجت منه معاني جديدة غير التي عرفتها من قبل فإن للجملة الواحدة فيه وجوها متعددة وكلها صحيحة. وهذا ما لايجتمع في غيره ولايوجد في سواه. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كثيرا. | |
|