إن واقع الأمور في هذه المرحلة للحالة العراقية يؤكد أن ما يجري حتى الآن ليس بصالح الاحتلال وليس بصالح عملائه
وبه صدقت توقعات المقاومة كما ورد في منهجها السياسي الاستراتيجي الواضح لبسطاء المراقبين فضلا عن المخضرمين
في ظل تحول موازين القوى بين الاحتلال والمقاومة لمصلحة المقاومة بقيت عوامل أخرى لا يزال الاحتلال يراهن على
أن تمدِّ له قشة الخلاص لحماية بقاء ما تبقى له من قواعد عسكرية أو معالم ديبلوماسية.
وعلى الرغم من انخراط تلك العوامل وهزالها في مستنقع الضعف فانه تتحتم الضرورة في إنهائها للقضاء على أي أمل
للاحتلال في إعادة النظر في اموره على المستوى النظري فضلا عن المستوى الفعلي ،
فعلى عاتق المقاومة التي تعمل الآن على خنق تلك القواعد أو المعالم الحمل الجسيم.
وان من الملامح العامة التي لها الوضوح والجلاء ما بين الانهيار الامريكي وونتائج رهان المقاومة نفهم :ـ
أولاً: التشديد العسكري على قواعد جيش الاحتلال التي لا تزال تشكل " حصان طروادة " قد يمكِّن إدارة أوباما من استخدامها في التجديد لنفسه في الحالة التي يلوح له بارقة تحول إيجابي في الأفق. سواءٌ أساندته في توفيرها عوامل داخلية عراقية، أم ساندته عوامل إقليمية أم عربية ودولية ، وهذ التشديد مستمر وبكل الوسائل ،
ثانياً: تحويل قلاعه التي تحمي ديبلوماسييه في المنطقة الخضراء إلى محرقة تجعل منها منطقة حمراء لا تستطيع قببه الحديدية التصدي لصواريخ المقاومة العراقية، بما يجعل حياتهم جحيماً لا يُطاق، وبما يجعل ياقاتهم البيضاء وقفازاتهم الحريرية عبئاً عليهم.
ثالثاً: العمل على تهديم كل ما بناه مما اعتبره دعماً شعبياً سواءٌ أكان مصدره الصحوات أم كان غيرها.
رابعاً: العمل على تهديم بناه الأمنية والعسكرية، وكل ما أنجزه من بنى إدارية أو سياسية، ظنَّ انها قد توفر له بيئة شعبية آمنة.
خامساً: تعميق أزمته مع ما تبقى له من قواعد وبنى سياسية في بعض الأنظمة الرسمية العربية، ودعوتها إلى إعادة قضية الاحتلال إلى شأن عربي عليها أن تساعد في حلها في البيت العربي وعلى قاعدة التضامن العربي.
وهذا ما يبرز كملامح عامة طوال ثماني سنوات سود على العراقيين غير ان جلاء هذا الخطاب واضح جدا في فصائل اتسمت استراجيتها في تصويب الاستهداف نحو العنصر الامريكي سواء كان مقاتلين ام مجرد أفكار كما في استراتيجيات جيش رجال الطريقة النقشبندية مع قطع النظر عن الحصن الدفاعي للمحتل المتمثل بــ( حكومة المنطقة الخضراء ، البرلمان ، الاجهزة الداعمة للمحتل استخبارات ـ سجون سرية ـ ملشيات طائفية ـ حركات ايرانية وفرق خاصة )
ومع كل ما تقدم وبوجود هكذا فصائل يتحوَّل القول بأن الاحتلال يحاول الالتفاف على قراره بالانسحاب الكامل في هذا العام الى أمر يكاد أن تجزم به عقول المراقبين وتحليلاتهم الجوهرية المباشرة للحالة الراهنة التي هي وليدتْ الاحداث المسجلة مسبقاً مع ملامحها المستقبلية
فالتحية العظيمة المعطرة بكل الحب لأولئك الابطال الذين انصهرت أُسس قِوى الشر والعِناد في بوتقة أفكارهم التي شهدت عليها وقائع الأصرار على المضي نحو نصرٍ قريب محقق .