حين مرّ الممثل التركي نشأت ششماظ على السجادة الحمراء في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي الأخير، لم تلتفت الأنظار إليه كثيراً، بعدما سرق مواطنه مهند كل الأضواء.
الآن مع الأزمة الحاصلة بين اسرائيل وتركيا حول مسلسل «وادي الذئاب» يبدو أن ششماظ سيحظى بشهرة لن يعرفها زميله الأشقر، فنجم «وادي الذئاب» يمتلك علامات رجولية فارقة لا يشاركه بها مهند. فهو صارم وصاحب تقاطيع دقيقة، ووجهه غامض ومحير ولا يعرف الابتسام إلا في ما ندر.
نشأت ششماظ الذي صار المشاهد العربي يعرفه عن قرب بعد مهاجمته لعناصر الموساد الإسرائيلي والقضاء عليهم في المسلسل، كنا عرفنا عنه النزر اليسير من خلال الفيلم السينمائي الذي حمل الاسم ذاته من قبل. يومها تساءل بعضهم إذا كان العالم في حاجة إلى «رامبو» تركي يهاجم القوات الأميركية المحتلة في العراق، ويصيب منها مقتلاً، بخاصة أنه يمثل في الفيلم صفوة الوحدات الخاصة التركية.
يبدو لنا السؤال مشروعاً بخاصة أن الأمور سارت على غير ما يشتهي ششماظ، فـ «التقزيم» الذي مارسته الحكومة الإسرائيلية بحق السفير التركي في تل أبيب، هو صورة واقعية عن التقزيم الذي مارسته القوات الأميركية بحق الصفوة التركية المقاتلة شمالي العراق في الفيلم السينمائي عندما اقتادوا 11 جندياً معصوبي الأعين، ما دفع بقائد الوحدة الى الانتحار حفاظاً على شرفه العسكري جراء العار الذي لحق به وبأفراد وحدته المتربصة بعناصر حزب العمال الكردستاني كما يفهم من وجودهم هناك.
الآن تتحول اللعبة السينمائية إلى واقع يفترض بششماظ التصدي له، فقد انتظر السفير التركي عند باب الخارجية الإسرائيلية مطولاً وكانت الكاميرات التلفزيونية تتربص به قبل أن يسمح له بلقاء موظفين صغيرين تعمدا أن يجلساه على كرسي منخفض من دون أن يلزما نفسيهما بأبسط القواعد والأعراف الديبلوماسية. اذ اكتفيا بوضع العلم الإسرائيلي على الطاولة وقاما باستجوابه حول المسلسل ودوافعه بحسب وكالات الأنباء.