جزر سيشل سياحة بيئية للأثرياء
تعد
جزر سيشل مقصدا رائعا للسياحة البيئية لكن زوارها بالكامل تقريبا من الاثرياء، حيث ان الجزر ليست رخيصة وكل البضائع هناك مستوردة وتفرض عليها رسوم استيراد باهظة.
وزائر
جزر سيشل يكون عادة من السياح الاثرياء كثيري السفر الذين لا يمثل المال أهمية بالنسبة لهم. ويسهم السياح الذين يزورون الجزيرة وعددهم 130 ألف سائح بنحو 70 في المائة من دخل البلاد من العملات الاجنبية.
ويعيش سكان الجزر الواقعة في المحيط الهندي والبالغ تعدادهم 80 ألف نسمة في رغد من العيش بفضل عائدات السياحة وتسجل البلاد أعلى مستويات دخل للفرد في افريقيا.
وتتكون
جزر سيشل من نحو 115 جزيرة 16 منها غير مأهولة بالسكان, وتبعد مسافة 1600 كم من الساحل الشرقي لأفريقيا, وثلاث جزر منها هي ''''ماهي'''' و''''براسلين'''' و''''لاديجو'''' من طبيعة جرانيتية صخرية, أما البقية فهي مرجانية يغوص معظمها تحت سطح الماء مكونة قمماً منخفضة ليست بركانية, وجميعها تتمتع بطقس استوائي على مدار العام; إذ تتراوح درجة حرارتها بين 26-23 درجة مئوية, وتوقيتها يتطابق مع توقيت الإمارات, أما خليط سكانها, الذي يرجع لأصول أوروبية وأفريقية وصينية وهندية, فتجمعه اللغتان الفرنسية والإنجليزية, عدا عن اللغة المحلية وتعرف ب¯''''الكرويل'''' إضافة للغة السواحلية, وهما اللغتان الأكثر استخدماً بين سكان الجزر, كما أن اللغة العربية شائعة هي الأخرى.
وجزيرة نورث آيلاند التي فتحت أمام السياحة قبل عامين فقط هي مثال جيد للسياحة الفارهة والبيئية. والجزيرة التي تبلغ مساحتها كيلومترين مربعين بها ثلاثة تلال من الجرانيت وأربعة شواطئ وغابة وأماكن إقامة السياح هناك عبارة عن 11 منزلا فاخرا من طابق واحد على الشاطئ.
وتبلغ مساحة كل بيت 450 مترا مربعا وبه حجرتا نوم ومكان استحمام وحديقة وحمام سباحة خاص وكل فيلا لها شاطئها الخاص على المحيط الهندي.
ويمكن العثور على منتجع فاخر آخر في جزيرة فريجات التي كثيرا ما تصنف مجلات السفر الدولية شواطئها كأفضل شواطئ في العالم.
والضيوف الكبار الذين يفدون إلى سيشل تتوافر الحماية الكاملة لخصوصيتهم مما يجعلها مقصدا مشهورا لنجوم المجتمع الدوليين وعندما تزور كلوديا شيفر أو روبي وليامز أو شتيفي جراف الجزيرة الفاخرة فإن خبر الزيارة يظل طي الكتمان.
وبها مسجد سيشل الوحيد شيَّده آل نهيان
على ارتفاع يصل إلى 300 متر فوق قمة جبل وسط مدينة فيكتوريا عاصمة جمهورية سيشل في قلب المحيط الهندي يُفاجأ الزائر بمئذنة وقبة مسجد وسط الوادي وفي احضان الجبل الاخضر· وكان السؤال الذي طرحه اعضاء الوفد الإعلامي الزائر إلى سيشل مع طيران الإمارات: هل هنا مسجد وما قصته سألنا بعضُ رواد المسجد عن هويتنا فقلنا نحن من الإمارات·· فردوا من (آل نهيان)·· ومن هنا جاءت قصة هذا المسجد، حسبما يرويها امام المسجد سليمان بن علي بن يوسف والذي ينتمي إلى اصول صومالية:
في مطلع الثمانينات
زار سمو الشيخ سرور بن خليفة آل نهيان جمهورية سيشل في قلب المحيط الهندي والتي تقع شرق افريقيا وشمال مدغشقر وعلى بعد 1600 كيلومتر شرق سواحل مدينة مومباسا الكينية·· وبعد جولة في الجزيرة الام والاكبر (ماهي) وفي العاصمة فيكتوريا، تبين ان المسلمين في سيشل يمثلون 1 بالمئة من اجمالي السكان البالغ 82 ألف نسمة· اي بما يوازي 850 شخصا مسلما، وكل اماكن الصلاة زوايا صغيرة جدا بل لاتتجاوز الزاويتين ،من هنا قرر ان يبني مسجدا في العاصمة· الفكرة لاقت ترحيبا لتشييد أول مسجد بالمفهوم العام للمساجد من كل النواحي، وفي 9 اكتوبر 1981 تم وضع حجر الاساس للمسجد الذي يحمل اسم الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان متوسطاً قلب المدينة العاصمة، وبعد نحو اقل من عام وفي سبتمبر 1982 تم افتتاح المسجد ليصبح ملتقى المسلمين في جزيرة (ماهي) في سيشل وتديره جمعية باسم المركز الإسلامي في سيشل·
رغم أن شواطئ تلك الجزر مزدانة بالنخيل وشعابها المرجانية متعة للغواصين وغاباتها الكثيفة مليئة بالحياة البرية النادرة, إلا أن هناك تواضعاً في النمو الاقتصادي للبلاد, ومؤخراً نشطت حكومة سيشل لتروج لسياحة جزرها ممثلة بوفد ترأسه نائب رئيس جمهوريتها جوزيف بيلمونت, أتى إلى دبي, وقد أفصح نائب الرئيس عن أهدافهم المرجوة من الترويج السياحي لتلك الجزر, فهم على مايبدو لايتطلعون لأعداد كبيرة من السياح; إذ يستقبلون سنوياً 130 ألف سائح, معظمهم من أوروبا, أما منطقة الخليج العربي فلا يفدهم منها أكثر من 3 آلاف سائح فقط, كما أنهم لايسعون لزيادة أعداد السياح بقدر استهدافهم لنوعيتهم, يقول بلمونت إنهم لا يقصدون منطقة الخليج العربي لجذب سياحها فقط, بل مرادهم الأكبر هو ترغيب رجال الأعمال من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة للاستثمار في سيشل.
أن السلبية الوحيدة الموجودة بالنسبة للسائحين القاصدين لتلك الجزر أنهم يجب أن يضعوا في فكرهم بأن سيشل ليست مكاناً للتسوق, فمن هذه الناحية لن يجد فيها أياً مما يطلبه, فهي مكان للراحة والهدوء والاستجمام والاسترخاء وسط طبيعة خلابة مازالت بكراً.
طبيعة
جزر سيشل قد تكون ملاذاً لقاصدي الراحة, بعد أن كانت ملاذاً للقراصنة قبل مئات السنين, أو مخرجاً للأزواج الذين يصطحبون زوجاتهم المغرمات بالتسوق, ذلك أن
جزر سيشل ليست مكانا للتسوق بل للراحة والاسترخاء فقط.