أبشر أبا الشهداء
أبو العز الطائي
ضحى شـهيدا والخلائق تشـهد
أسـدا هصوراً شـامخاً يتشــهد
في كفـه نور وفي قســماته
نـور يفيض مهابـة ويجـدد
عهد الرجـال الصادقين بعهدهم
مذ شـرَفوا درب الجهاد وعبَدوا
أأبا عدي والدمـوع غزيـرة
تجري جداول لا تكف وترقـد
سطَرت للأجيــال أعظم صفحة
تروي مدى الأيــام لا تتبدَد
وصفعت أهل الغدر حين توهموا
ان الشــهادة أمرها لا يحمد
فوقفت صنديداً وكنت مفوهـاً
أنذرتهـم بمصيرهـم فتجمدوا
وهتـافك المعهود دوَى هادراً
لا الموت يرعبنــا ولا نتردد
إنا أبـاة الضيم ليس يخيفنـا
مسخ تردى في الحضيض وأوغد
غالتك أيدي الإفي فجر الضحى
فأثـابك الرحمن أجــراً يحمد
أرعبتهم حيـاً وأنت أسـيرهم
فتبرقعـوا بقناعهـم وتسـودوا
رعدت فرائصهم فضج ضجيجهم
فكأنك القـاضي وخصمك يجلد
شاهت وجوههم وثغرك باسم
متوشـحاً بســكينة تتـعبد
فتكشف الحقد الدفين بصدرهم
وتفجـروا من غيظهم وتهودوا
وارتجت الأرض الحزينة تارة
وتبسـمت أخرى بضمك تسـعد
هي أمنـا يا سـيدي هي حرَة
وأحنَ صدراً من قريب يجحد
غالوك في الشهر الحرام وما رعوا
للعيـد حرمتـه ولم يتـرددوا
أبشر أبا الشـهداء أن مصيـرهم
كأبي رغـالٍ في الزبالة يرقد
سـيصيبهم لعن وعـار كلما
رجم الحجَيج وكبَروا وتحمدَوا
فتبـارك الله العظيم لأمـره
وقضائـه كل الخلائـق تسـجد