لمحة تاريخية عن النرجيلة:
"نفخ عليها تنجلي" النفخة هي عبارة عن الإستقرار والراحة النفسية ،أما الجلاء فهو إستبعاد كل ما هو مؤذٍإن كان على الصعيد الجسدي أو النفسي ،أما في الأرجيلة فأي نفخة هذه وأي جلاء.
إلى متى سنبقى مكتوفي الأيدي ونحن نرى مستقبل أجيالنا يحترقعلى تلك القصبة تحت وطأة جمرة خبيثة أشعلها الجهل في مواطن الفكر فلا يبقى سوى العزاء؛ نعم ،الجمرة الخبيثة لا بل أخطر لأن هذه الأخيرة يمكن أن تطال كافة البشر دون اي وقاية منها وقد تفتك بالإنسان في أيام أو شهور، أما تلك الجمرة جمرة النرجيلة فالكل يدرك مدى أذيتها والكل يمكنه الوقاية منها، ولكن دون جدوى فالنتائج هي ،هي؛ موكب سيار لا يعرف الليل من النهار ظنّاً منه بأن تلك الأذية ستحقق له إنتصار ،نعم إنتصار الجهل على الفكر ،وهذه ما يظهر من تاريخ أجدادنا العرب اللذين احتلوا نصف العالم بسلاحهم وأخمدوا عقولهم من خلال إرضاء شهواتهم فأخذوا يبحثون عن سبل لضياع الوقت ، وكان للنرجيلة جزءاً منه .وبذلك كانت النرجيلة الأولى تركية الأصل يستمتع السلاطنة بطعمها حتى انها اضحت تشغر معظم اوقاتهم وعذرهم بذلك أنها تستطيع ان تبعد الهموم وتعتبر منبع الإلهام هكذا ونظراً لأهميتها في نظر الأتراك الذين احتلوا بلادنا قرابة الأربعمائة سنة ،لذا أخذت النرجيلة تنتشر في الدول العربية وبالتالي أصبحت تقليداً متبعاً وجزءاً من التراث وأضحت زينة المنازل ورفيقة درب الشباب في كافة المناسبات والرفيق الدائم لهذه النرجيلة هو التنباك الذي يتدرج على ثلاثة انواع : (المدبس ،والعجمي ،وأخيرا المعسل الذي يعتمده الشباب اكثر من غيره لخفة طعمه ).
مكوناتها:
1-التبغ :ويحتوي على النيكوتين( 0.5%) ،وهي مادة:
- مخدرة تسبب الإدمان
- تؤثر على الجاز العصبي .
- تزيد من نشاط بعض الهرمونات .
- تسبب في إنقاض العروق .
** ومن نواتج احتلااق التبغ السامة أول أكسيد الكربون( monoxide de carbon ) من المشتقات السامة للكربون يحتل مكان الأوكسجين ويلتصق بالكريات الحمراء التي تنقل الأوكسجين من الرئتين إلى الخلايا لتغذيها .
2-العسل: يخفف من مرورة الالتبغ ويعطيه طعماً حلواً
3- جلسرين طبي يلعب دور الحماية (preservative)
4-مكسبات طعم مختلفة النكهات بحسب الرغبة
5-قطران : يسبب بعض الأمراض السرطانية (سرطان الرئة والمثانة ،الفم الحنجرة وأيضاً يؤدي إلى إلتهابات مزمنة في مجاري التنفس )
الأمراض الناتجة عنها :
من الواضح أن للنرجيلة مخاطر كثيرة على الصحة ومن هذه المخاطر :
1- أمراض الرئة ومجرى التنفس: يؤدي إستنشاق دخان النرجيلة إلى تباطؤ حركة الاهداب أو الشعيرات داخل القصبة الهوائية .وهذه الشعيرات وظيفتها كالمكنسة تقوم بدفع الجراثيم والمواد المخاطية والأوساخ خارج الرئة . واستنشاق الدخان لمدة طويلة يؤدي إلى شل حركة هذه الاهداب فتصبح الرئة عرضة لمختلف أنواع الإصابات .
2-النوبات القلبية والدماغية :النرجيلة مثل التدخين تؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية نتيجة تصلب الشرايين ،التهاب الشريان التاجي النغذي للقلب .أما الاسباب الاخرى فتشمل إرتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم .
3-السرطان : السرطان هو نمو بعض خلايا الجسم بشكل غير طبيعي ولا يمكن السيطرة عليه و تسمى تجمعات هذه الخلايا عادة (أوراماً) ويفتك مرض السرطان بجسم الإنسان في اماكن مختلفة (الفم ،الحنجرة ،الشفة واللسان ، الحلق،الكلية ، البنكرياس،المثانة والكبد )
4- امراض الجهاز الهضمي : عسر الهضم ،إسهال ،تساقط الأسنان وتقرح المعدة .
5- آثار ضارة في الاعصاب :صداع ،نسيان ،فقدان الذاكرة ومنه إلى الرجفان ومن ثم سرطان الدماغ . بالإضافة إلى كل ذلك فالنرجيلة تساعد على ظهور التجاعيد ،إصفرار الأسنان ظهور رائحة فم كريهة،سعال وقشع صباحي .
أسباب التعلق بالنرجيلة :
بالرغم من كل هذه المخاطر الناتجة عن النرجيلة نلاحظ شدة تعلق المراهقين بها فالمراهقة هي من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها الفرد في حياته لذا نرى في هذه المرحلة بعض التغيرات لدى المراهق على الصعيد الجسدي والفكري يرافق ذلك بعض الإضطرابات النفسية لذا في هذه المرحلة يتعلق المراهق ببعض الخصال السيئة ومنها النرجيلة ولذلك عدة أسباب :
1- يعتمدها كأسلوب ليحقق لنفسه شعوراً بخروجه من دور الطفولة واكتمال نموه واستقلاله .
2- تحرر المراهق من السلطة ونمو فرديته من خلال نزوع إلى إكمال رجولته والإعتزاز بكيانه .
3-يدمن عليها بسبب مادة النيكوتين .
4-هي موضة العصر .
5- هي أداة من أدوات التسلية والترويح عن النفس .
6- يتناولها كبديل عن السجائر .
7- البطالة المنتشرة في بلادنا .
سبل المعالجة وطريقة الإقلاع عنها:
لكل هذه الأسباب يوجد سبل معالجة وحلول يمكن إتباعها من أجل مساعدة المراهق على الإقلاع عن شرب النرجيلة وهذه السبل تأتي على مرحلتين :
*- الخطوات التي تسبق ما قبل الإقلاع عن النرجيلة :
1- تخفيض عدد المرات التي يقوم بها الفرد بتحضير النرجيلة (من ثلاث مرات إلى مرة واحدة باليوم ) .
2- إستثمار وقت الفراغ بأمور مفيدة .
3-البحث عن صديق مدمن على النرجيلة ويريد الإقلاع للتعاون معه .
4- وضع لائحة بمضار النرجيلة على المدى القريب والبعيد وإبقائها معه دائماً لتذكر خطورتها .
5-إختيارتاريخ أو مناسبة معينة يقرر فيها المدمن الإقلاع عن النرجيلة .
*-الخطوات التي تلي ما بعد الإقلاع عن شرب النرجيلة:
1- الإرادة .
2- الإبتعاد قدر الإمكان عن مجالس الشباب اللذين يشربون النرجيلة وخصوصا ً في الأسابيع الاولى للإقلاع .
3- محاولة التمتع بالهوايات التي لا يمكن شرب النرجيلة في وقت تنفيذها .
4- القيام بنصح الشباب من حوله بالتخلي عن النرجيلة واتباع الخطوات التي اتبعها