بيان بشان الصحوات

بسم الله الرحمن الرحيم


إلى الصحوات:-


ربما الكثير منكم قرأ حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي يرويه أبي هريرة (رضي الله عنه){ اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق واكل مال اليتم واكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات} وربما الكثير لم يتدبر هذا الحديث ولم يعلم أن في جهاد الدفع يكون عدم المشاركة في الجهاد هي تولي عن الزحف لان جهاد الدفع فرض عين على كل مسلم وبين النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الذي يخص واقعنا اليوم والذي جاء عن الأمام احمد { يغزونكم الروم حمر الوجوه صفر العيون يأوونهم بنو كلب قيل أين نحن حينها يا رسول الله قال انتم حينها ثلاث قوم يتبعون أذناب البقر فأولئك حكمهم هالكون وقوم يوالونهم فأولئك منهم وقوم يرفعون رايات الجهاد لا بيوت لهم أمتعتهم على رؤوسهم للشهيد منهم اجر خمسين شهيد قيل منا يا رسول الله أم منهم قال بل منكم } فبين أن حكم القاعدين عن جهاد الدفع هو الهلاك والهلاك هو النار والعياذ بالله تعالى وبين شيخ الإسلام انه ليس اوجب بعد الأيمان بالله من دفع العدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا فهذه من اكبر الكبائر هي عدم الجهاد وليتكم رضيتم بهذا الإثم العظيم ولكنكم تجاوزتم بموالاة الكفار ومحاربة المجاهدين والتضييق عليهم وهذا الأمر عظيم فالموالاة ناقض من نواقض لا اله ألا الله ورده عن دين الله وربما تجد أصحاب الصحوة يصلون في نقاط حراستهم للكفار ولا يدرون أنهم ارتكبوا ناقضا لا ينفع معه عمل فقد والوا العدو الكافر وقال تعالى {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } المائدة51 ولو نظرنا إلى الناس من حولنا نجد الكل يدافع عن بلده حتى هذه العواهر المجندات جاءوا بهن من الحانات ليدافعن عن بلدهن عندما صوروا لهن الإسلام هو العدو الحقيقي وعلى اعتبار أن الهجوم خير وسيلة للدفاع فقد هجموا على عدوهم وهجمت تلكم العواهر معهم ووجدن العدو المفترض قد تحول اغلبه إلى جواسيس وصحوات ولا حول ولا قوة ألا بالله فلا أريد أن أقول لو أن لكل مئة منكم غيرة عاهرة من المجندات على بلدها لكفتكم ولا أريد أن أغلظ عليكم لان فيكم الرجل الكبير السن والمجتهد المخطئ والمغرر به والذي اضطر إلى ذلك ولكن أقول أمامكم الشئ الكثير الذي يمكن أن تفعلوه لتكفروا عن ما اقترفتموه فلا نقول لكم {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} البقرة54 ولو أن ما فعلتموه يستحق ذلك ولكن نقول كفروا عما اقترفتموه واندموا وافعلوا شيئاً تواجهون به ربكم وتذكروا أن قاتل الحمزة بعد أن اسلم وقتل مسيلمة الكذاب قال قتلت خير الناس وشر الناس وكان يرجو أن يغفر الله له قتل حمزة بقتله مسيلمة الكذاب وان سعد بن أبي السرح قد ارتد عن دين الله ثم تاب من ذلك وجاهد وذب عن الدين حتى صار قائداً وفتح إفريقيا وادخلها الإسلام إما انتم فقد تماليتم على قتل الجهاد والمجاهدين ووأدتم برعم الإسلام عندما صحوتم وليتكم ما صحوتم فان صحوتكم هذه والله هي الغفلة التي ما بعدها غفلة فانظروا لأنفسكم خلاصاً تواجهون به ربكم في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وابحثوا لأنفسكم سبيلا تهربون من خلاله بأنفسكم من النار واصحوا من صحوتكم التي تجلب لكم خزي الدنيا والآخرة فماذا انتم فاعلون ؟.






الهيئة الشرعية
جيش الأمام احمد بن حنبل
27 \ شعبان \ 1429
28 \ اب \ 2008